فصل: الوقوف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{ويعلمه} بياء الغيبة: أبو جعفر ونافع وعاصم وسهل ويعقوب. الباقون بالنون.
{أني أخلق} بكسر الهمزة بفتح الياء: نافع {أني أخلق} بالفتح فيهما: ابن كثير وأبو عمرو ويزيد {كهيئة} بتشديد الياء: يزيد وحمزة في الوقف. وكان ابن مقسم يقول: بلغني أن خلفًا يقول: إن حمزة كان يترك الهمزة ويحرك الياء بحركتها. الباقون بالياء والهمزة.
{الطائر} يزيد. الباقون {الطير} {فتكون} بتاء التأنيث. المفضل. الباقون: بياء الغيبة {طائر} أبو جعفر ونافع ويعقوب وكذلك في المائدة. الباقون {طيرًا} {أنصاري إلى} بفتح الياء: أبو جعفر ونافع. وقرأ قتيبة وأبو عمرو وطريق أبي الزعراء بالإمالة {فيوفيهم} بياء الغيبة: حفص ورويس، وزاد رويس ضم الهاء. الباقون بالنون.

.الوقوف:

{العالمين} o {الراكعين} o {إليك} ط {يكفل مريم} ص لعطف المتفقتين.
{يختصمون} o {منه} ج قد قي لتذكير الضمير وتأنيث الكلمة في اسمه، ولكن المراد من الكلمة الولد فلم يكن تأنيثًا حقيقيًا. فالوجه أن لا يوقف إلى {الصالحين} لأن {وجيهًا} حال وما بعده معطوف عليه على تقدير وكائنًا من المقربين ومكلمًا وكائنًا من الصالحين المقربين.
{الصالحين} o {بشر} (ط) {يشاء} ط {فيكون} o {والإنجيل} ج لأن {ورسولًا} يجوز أن يكون معطوفًا على {ومن الصالحين} أو منصوبًا بمحذوف أي ويجعله رسولًا، والوقف أجوز لتباعد العطف.
{من ربكم} ج لمن قرأ {إني أخلق} بالكسر {بإذن الله} ج والثاني كذلك للتفصيل بين المعجزات.
{في بيوتكم} ط {مؤمنين} ج للعطف {وأطيعون} o {فاعبدوه} ط {مستقيم} o {إلى الله} ط {أنصار الله} ج لأن {آمنًا} في نظم الاستئناف مع إمكان الحال أي وقد آمنا بالله، كذلك لانقطاع النظم مع اتحاد مقصود الكلام {مسلمون} o {الشاهدين} o {ومكر الله} ط {الماكرين} o {القيامة} ج لأن ثم لترتيب الأخبار.
{والآخرة} ز للابتداء بالنفي مع أن النفي تمام المقصود.
{ناصرين} o {أجورهم} ط {الظالمين} o {الحكيم} o {آدم} ط لأن الجملة لا يتصف بها المعرّف.
{فيكون} ط {الممترين} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال ابن عادل:

قوله: {وَيُعَلِّمُهُ الكتاب} قرأ نافع وعاصم ويعقوب {وَيُعَلِّمُهُ}- بياء الغيبة- والباقون بنون المتكلم المعظم نفسه، وعلى كلتا القراءتين ففي محل هذه الجملة أوجهٌ:
أحدها: أنها معطوفة على {يُبَشِّرُكِ} أي: أن الله يبشركِ بكلمةٍ ويعلم ذلك المولود المُعَبَّر عنه بالكلمة.
الثاني: أنها معطوفة على {يَخْلُقُ} أي: كذلك الله يخلق ما يشاء ويعلمه. وإلى هذين الوجهين، ذهب جماعة منهم الزمخشريُّ وأبو علي الفارسيّ، وهذان الوجهان ظاهران على قراءة الياء، وأما قراءة النون، فلا يظهر هذان الوجهان عليها إلا بتأويل الالتفات من ضمير الغيبة إلى ضمير المتكلم، إيذانًا بالفخامة والتعظيم.
فأما عطفه على {يُبَشِّرُكِ} فقد استبعده أبو حيَّانَ جِدًّا، قال: لطول الفصل بين المعطوف، والمعطوف عليه، وأما عطفه على {يَخْلُقُ} فقال: هو معطوف عليه سواء كانت- يعني {يَخْلُقُ} خبرًا عن الله أم تفسيراص لما قبلها، إذا أعربت لفظ {اللهُ} مبتدأ، وما قبله خبر.
يعني أنه تقدم في إعراب {كَذَلِكَ الله} في قصة زكريا أوجهٍ:
أحدها ما ذكره- فـ {يُعَلِّمُهُ} معطوف على {يخلُقُ} بالاعتبارين المذكورين؛ إذْ لا مَانِعَ من ذلك، وعلى هذا الذي ذكره أبو حيّان وغيره، تكون الجملة الشرطية معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه، والجملة من {نُعَلِّمُهُ}- في الوجهين المتقدمين- مرفوعة المحل، لرفع محل ما عُطِفَتْ عليه.
الثالث: أن يعطف على {يُكَلِّمُ} فيكون منصوبًا على الحال، والتقدير: يُبَشِّرُكَ بكلمة مُكَلِّمًا ومُعلِّمًا الكتاب، وهذا الوجه جوزه ابنُ عَطِيَّةَ وغيره.
الرابع: أن يكون معطوفًا على {وَجِيهًا}؛ لأنه في تأويل اسم منصوبٍ على الحال، وهذا الوجه جوَّزه الزمخشريُّ.
واستبعد أبو حيّان هذين الوجهين الأخيرين- أعني الثالث والرابع- قال: الطول الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، ولا يقع مثلُه في لسان العرب.
الخامس: أن يكون معطوفًا على الجملة المحكية بالقول:- وهي {كَذَلِكَ الله يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ}.
قال أبو حيّان: وعلى كلتا القراءتين هي معطوفة على الجملة المقولة؛ وذلك أن الضمير في {قال كذلك} لله- تعالى- والجملة بعده هي المقولة، وسواء كان لفظ {الله} مبتدأ خبره ما قبله، أم مبتدأ، وخبره {يَخْلُقُ}- على ما مر إعرابه في {قَالَ كَذَلِكَ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}- فيكون هذا من القول لمريم على سبيل الاغتباط، والتبشير بهذا الولد، الذي أوجده اللهُ منها.
السادس: أن يكون مستأنفًا، لا محلَّ له من الإعراب.
قال الزَّمَخْشريُّ- بعد أن ذكر فيه أنه يجوز أن يكون معطوفًا على {يُبَشِّرُكِ} أو يخلق أو {وَجِيهًا}-: أو هو كلام مبتدأ يعني مستأنفًا.
قال أبو حيّان: فإن عنى أنه استئناف إخبار عن الله، أو من الله- على اختلاف القراءتين- فمن حيث ثبوت الواو لابد أن يكون معطوفًا على شيء قبله، فلا يكون ابتداء كلام إلا أن يُدَّعَى زيادةُ الواو في وتعلمه، فحينئذٍ يَسِحُّ أن يكون ابتداءَ كلامٍ، وإن عنى أنه ليس معطوفًا على ما ذكر، فكان ينبغي أن يبين ما عطف عليه، وأن يكون الذي عُطِف عليه ابتداء كلام، حتى يكون المعطوف كذلك.
قال شهاب الدين: وهذا الاعتراض غير لازم؛ لأنه لا يلزم من جعله كلامًا مستأنفًا أن يُدَّعَى زيادة الواو، ولا أنه لابد من معطوف عليه؛ لأن النحويين، وأهل البيان نَصُّوا على أن الواوَ تكون للاستئناف، بدليل أن الشعراء يأتُون بها في أوائل أشعارهم، من غير تقدُّم شيءٍ يكون ما بعدَها معطوفًا عليه، والأشعار مشحونة بذلك، ويُسمونها واوَ الاستئناف، ومَن منع ذلك قدَّر أنّ الشاعرَ عطف كلامه على شيء منويٍّ في نفسه، ولكن الأول أشهر القولين.
وقال الطبريُّ: قراءة الياء عطف على قوله: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ}، وقراءة النون، عطف على قوله: {نُوحِيهِ إلَيْكَ}.
قال ابن عطيةَ: وهذا الذي قاله في الوجهين مفسد للمعنى. ولم يبين أبو محمد وجه إفساد المعنى.
قال أبو حيّان: أما قراءةُ النون، فظاهر فساد عطفه على {نُوحِيهِ} من حيث اللفظ ومن حيث المعنى، أما من حيث اللفظ فمثله لا يقع في لسان الْعَرَبِ؛ لبُعْدِ الفَصْل المُفْرِط، وتعقيد التركيب وتنافي الكلامِ، وأما من حيث المعنى فإنَّ المعطوف بالواو شريك المعطوف عليه في المعنى، فيصير المعنى بقوله: {ذلك مِنْ أَنَبَاءِ الغيب}، أي: إخبارك يا محمد بقصة امرأة عمرانَ وولادتها لمريم، وَكَفَالَةِ زكريا، وقصته في ولادة يحيى، وتبشير الملائكة لمريمَ بالاصطفاء والتطهير كل ذلك من أخبار الغيب- نعلمه، أي: نعلم عيسى الكتاب، فهذا كلام لا ينتظم معناه مع معنى ما قبله.
أما قراءة الياء وعطف {وَيُعَلِّمُهُ} على {يَخْلُقُ} فليست مُفْسِدَةً للمعنى، بل هو أوْلَى وأصَحّ ما يحمل عطف {وَيُعَلِّمُهُ} لقُرب لفظه وصحة معناه- وقد ذكرنا جوازَه قبل- ويكون الله أخبر مريم بأنه- تعالى- يخلق الأشياءَ الغريبةَ التي لم تَجْرِ العادة بِمثلِهَا، مثلما خلق لك ولدًا من غير أبٍ، وأنه- تعالى- يُعَلِّمُ هذا الولَد الذي يخلقه لك ما لم يُعَلِّمْه مَنْ قَبْلَه من الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، فيكون في هذا الأخبار أعظم تبشيرٍ لها بهذا الولد، وإظهار بركته، وأنه ليس مشبهًا أولاد الناس- من بني إسرائيل- بل هو مخالف لهم في أصل النشأة، وفيما يعلمه- تعالى- من العلم، وهذا يظهر لي أنه أحسن ما يحمل عليه عطف {وَيُعَلِّمُهُ}. اهـ.
قال أبو البقاء: يُقْرَأ {نعلمه} بالنون، حملًا على قوله: {ذلك مِنْ أَنَبَاءِ الغيب نُوحِيهِ إِلَيْكَ} ويقرأ بالياء؛ حملًا على {يُبَشِّرُكِ} وموضعه حال معطوفة على {وَجِيهًا}.
قال أبو حيّان: وقال بعضهم: {وَنُعَلِّمُهُ}- بالنون- حملًا على {نُوحِيهِ}- إن عني بالحمل العطف فلا شيء أبعد من هذا التقدير، وإن عني بالحمل أنه من باب الالتفات فهو صحيح.
قال شهاب الدين: يتعين أن يعني بقوله: حَمْلًا؛ الالتفات ليس إلا، ولا يجوز أن يعني به العطف لقوله: وموضعه حال معطوفة على {وَجِيهًا} وكيف يستقيم أن يُرِيدَ عطفه على {يُبَشِّرُكِ} أو على توجيهه مع حكمه عليه بأنه معطوف على {وَجِيهًا}؟ هذا ما لا يستقيم أبدًا. اهـ.

.قال الطبري:

والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان مختلفتان، غير مختلفتي المعاني، فبأيتهما قرأ القارئ فهو مصيب الصوابَ في ذلك، لاتفاق معنى القراءتين، في أنه خبر عن الله بأنه يعلم عيسى الكتاب، وما ذكر أنه يعلمه. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَيُعَلّمُهُ الكتاب} عطف على {يُبَشّرُكِ} [آل عمران: 45] أي: إن الله يبشرك بكلمة ويعلم ذلك المولود المعبر عنه بالكلمة الكتاب ولا يرد عليه طول الفصل لأنه اعتراض لا يضر مثله، أو على {يَخْلُقُ} [آل عمران: 47] أي كذلك الله يخلق ما يشاء ويعلمه أو على {يكلم} [آل عمران: 46] فتكون في محل نصب على الحال والتقدير يبشرك بكلمة مكلمًا الناس ومعلمًا الكتاب أو على {الله وَجِيهًا} [آل عمران: 45] وجوز أن تكون جملة مستأنفة ليست داخلة في حيز قول الملائكة عليهم السلام، والواو تكون للاستئناف وتقع في ابتداء الكلام كما صرح به النحاة فلا حاجة كما قال الشهاب إلى التأويل بأنها معطوفة على جملة مستأنفة سابقة وهي {إِذْ قَالَتِ} [آل عمران: 42] الخ ولا إلى مقدرة، ولا إشكال في العطف كما قال التحرير، وكذا لا يدعي أن الواو زائدة كما قال أبو حيان، فهذه أوجه من الإعراب مختلفة بالأولوية، وأغرب ما رأيته ما نقله الطبرسي عن بعضهم أن العطف على جملة {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران: 44] بل لا يكاد يستطيبه من سلم له ذوقه. اهـ.

.قال الفخر:

في هذه الآية أمور أربعة معطوف بعضها على بعض بواو العطف، والأقرب عندي أن يقال: المراد من الكتاب تعليم الخط والكتابة، ثم المراد بالحكمة تعليم العلوم وتهذيب الأخلاق لأن كمال الإنسان في أن يعرف الحق لذاته والخير لأجل العمل به ومجموعهما هو المسمى بالحكمة، ثم بعد أن صار عالمًا بالخط والكتابة، ومحيطًا بالعلوم العقلية والشرعية، يعلمه التوراة، وإنما أخر تعليم التوراة عن تعليم الخط والحكمة، لأن التوراة كتاب إلهي، وفيه أسرار عظيمة، والإنسان ما لم يتعلم العلوم الكثيرة لا يمكنه أن يخوض في البحث على أسرار الكتب الإلهية، ثم قال في المرتبة الرابعة والإنجيل، وإنما أخر ذكر الإنجيل عن ذكر التوراة لأن من تعلم الخط، ثم تعلم علوم الحق، ثم أحاط بأسرار الكتاب الذي أنزله الله تعالى على من قبله من الأنبياء فقد عظمت درجته في العلم فإذا أنزل الله تعالى عليه بعد ذلك كتابًا آخر وأوقفه على أسراره فذلك هو الغاية القصوى، والمرتبة العليا في العلم، والفهم والإحاطة بالأسرار العقلية والشرعية، والاطلاع على الحكم العلوية والسفلية، فهذا ما عندي في ترتيب هذه الألفاظ الأربعة. اهـ.

.قال الألوسي:

{الكتاب} مصدر بمعنى الكتابة أي يعلمه الخط باليد قاله ابن عباس وإليه ذهب ابن جريج، وروي عنه أنه قال: أعطى الله تعالى عيسى عليه السلام تسعة أجزاء من الخط وأعطى سائر الناس جزءًا واحدًا، وذهب أبو علي الجبائي إلى أن المراد بعض الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه عليهم السلام سوى التوراة والإنجيل مثل الزبور وغيره، وذهب كثيرون إلى أن أل فيه للجنس والمراد جنس الكتب الإلهية إلا أن المأثور هو الأول، والقول بأن المراد بالكتاب الجنس لكن في ضمن فردين هما التوراة والإنجيل، وتجعل الواو فيما بعد زائدة مقحمة وما بعدها بدلًا أو عطف بيان من الهذيان بمكان. وقرأ أهل المدينة وعاصم ويعقوب وسهل ويعلمه بالياء، والباقون بالنون قيل: وعلى ذلك لا يحسن بعض تلك الوجوه إلا بتقدير القول أي إن الله يبشرك بعيسى ويقول: نعلمه أو وجيهًا ومقولًا فيه نعلمه الكتاب {والحكمة} أي الفقه وعلم الحلال والحرام قاله ابن عباس وقيل: جميع ما علمه من أمور الدين، وقيل: سنن الأنبياء عليهم السلام، وقيل: الصواب في القول والعمل، وقيل: إتقان العلوم العقلية، وقد تقدم الكلام على ذلك.
{والتوراة} أفردا بالذكر على تقدير أن يراد بالكتاب ما يشملهما لوفور فضلهما وسمو شأوهما على غيرهما، وتعليمه ذلك قيل: بالإلهام، وقيل: بالوحي، وقيل: بالتوفيق والهداية للتعلم، وقد صح أنه عليه السلام لما ترعرع وفي رواية الضحاك عن ابن عباس لما بلغ سبع سنين أسلمته أمه إلى المعلم لكن الروايات متضافرة أنه جعل يسأل المعلم كلما ذكر له شيئًا عما هو بمعزل عن أن ينبض فيه ببنت شفة، وذلك يؤيد أن علمه محض موهبة إلهية وعطية ربانية، وذكر الإنجيل لكونه كان معلومًا عند الأنبياء والعلماء متحققًا لديهم أنه سينزل. اهـ.

.قال السمرقندي:

{الكتاب} يعني كتب الأنبياء.
وهذا قول الكلبي.
وقال مقاتل: يعني الخط والكتابة، فعلّمه الله بالوحي والإلهام.
{والحكمة} يعني الفقه {والتوراة والإنجيل} يعني يحفظ التوراة عن ظهر قلبه.
وقال بعضهم: وهو عالم بالتوراة.
وقال بعضهم: ألهمه الله بعدما كبر حتى تعلم في مدة يسيرة. اهـ.

.قال ابن عطية:

{الكتاب} هو الخط باليد فهو مصدر كتب يكتب. هذا قول ابن جريج وجماعة المفسرين، وقال بعضهم: هي إشارة إلى كتاب منزل لم يعين وهذه دعوى لا حجة عليها.
وأما {الحكمة}، فهي السنة التي يتكلم بها الأنبياء، في الشرعيات، والمواعظ، ونحو ذلك، مما لم يوح إليهم في كتاب ولا بملك، لكنهم يلهمون إليه وتقوى غرائزهم عليه، وقد عبر بعض العلماء عن {الحكمة} بأنها الإصابة في القول والعمل، فذكر الله تعالى في هذه الآية أنه يعلم عيسى عليه السلام الحكمة، والتعليم متمكن فيما كان من الحكمة بوحي أو مأثورًا عمن تقدم عيسى من نبي وعالم، وأما ما كان من حكمة عيسى الخاصة به فإنما يقال فيها يعلمه على معنى يهيئ غريزته لها ويقدره ويجعله يتمرن في استخراجها ويجري ذهنه إلى ذلك، و{التوراة} هي المنزلة على موسى عليه السلام، ويروى أن عيسى كان يستظهر التوراة وكان أعمل الناس بما فيها، ويروى أنه لم يحفظها عن ظهر قلب إلا أربعة، موسى ويوشع بن نون وعزير وعيسى عليهم السلام، وذكر {الإنجيل} لمريم وهو ينزل- بعد- لأنه كان كتابًا مذكورًا عند الأنبياء والعلماء وأنه سيزل. اهـ.